وهيبة قوية تحدّثنا قبل ذلك و الروح قاب عودة أو إلى وكرها عن العالية و تبرسق و عودة الروح و عودتنا للعمل من أجل رقيّ ثقافي يعيدنا إلى حضن مسقط الرّأس و يعيد شريانه إلينا و كان ما أردناه أو ما شرعنا في تنفيذه و أول الغيث نشاط ثقافيّ مميز ، العالية عالية بناسها و حضارتها و حبلها السّرّيّ المرتبط بأندلس الحلم الضائع...
انطلاقا من برطال النور و تحديدا بين جنباته التحقت بالمجموعة العاشقة للمغامرة و المحبّة للبلاد و العباد و الساعية إلى إعادة الروح لتونسنا الحبيبة و احتفاء بالعالية العالية التي تسحرك بطبيعتها الساحرة ثم تأخذ لبك بكرم أهلها و خفّة دمهم و اتقانهم للعمل الثقافي حفظهم للشعر و كانت المناسبة طبعا الاحتفاء بشاعر العالية الأول العربي النجار .
الذي احتفى به الرسام العراقي النبيل سمير البياتي على طريقته في رسم تقريبي ستقع بروزته فيما بعد
العالية و برطال النور و التوت و الرشتة العلوية و الخبز العربي " قرص" و الكرم العلوي الذي يفتح قلوبنا على الجمال و الطيبة و يفتح قلبي على جبال العتمة و الريح و يأخذني من روحي حيث تفوح رائحة الجدود الأولين
أمام الشجرة المتسامقة يقبع السجن : نعم سجن المدينة العالية خلف برطال النور كما أطلق عليه أمين مكتبة العالية ذاك الاسم ، قلنا يقبع السرداب تحت مكتب عدل الاشهاد حيث يحكم القاضي بأحكامه و ينفذ على المحكوم عليه ، وقفت أمام السجن تحت الشجرة والسؤال يحرق روحي قبل عقلي كم أنينا تغذت عليه هذه الشجرة و كم دمعة سقتها و كم حكما أثقل أوراقها كم يا ترى كم ؟
عدت من العالية بعد أن تعلمت كيف أخلق من بقايا الأواني الفارغة و أوني الدهن حديقة معلّقة و أنا مصممة على فعل ذلك ولو بعد حين
الأمسية بعد غداء دسم و "بدوراد" من بحرو و كاس تاي أخضر طبعا كانت سلسة بقيادة المبدعة خفيفة الروح و الكلمة و صاحبة النكتة الحاضرة وهيبة قوية و بحضور ثلة من الأدباء من مؤسسي و أعضاء و أصدقاء نادي الشعر أبي القاسم الشابي و طبعا كنا نحتفي بثلاثية هذا النادي الذي جمع ثلة من المبدعين الجادين و العاشقين للحرف وللحياة لن أسمي أحدا حتى لا أنسى أحدا و أنا بصدق ذاكرتي مثل الغربال لذلك سأكتفي يذكر اكتشافي الجميل يومها و أشكر العالية التي جمعتني بها و وهيبة قوية التي عرفتني بها صديقتي المشاكسة تاجة و التي كانت تاج الخفة و النكتة و كعادتي لم أعد فارغة الوفاض من الأصداقاء طبعا و زدت لرصيدي قارئة جيدة و فنانة رقيقة و سمّيعة و مشاكسة مثلي أو أكثر
حتى الشارع بالعالية احتفى بالشعر و بالشعراء عم ابراهيم الامام كما يدعوه العلوية صدح بأشعار العربي النجار من أمام المكتبة التي فتحت حضنها و سمعها له و أتحفنا بما جادت به ذاكرته .
بين الموسيقى و الكلمة مرت الأمسية كالنسمة ، خفيفة ، شفيفة
ووعدت نفسي بعودة للعالية في نشاط تشاركي بين الرابطة العربية للفنون والابداع والعدييد من الوجوه الثقافية و المكتبة في موسم ثقافي جديد يدعو للأمل طبعا و دائما بقيادة المبدعة الراقية وهيبة قوية و عم البشير المنوبي " سيرين بن حميدة"
نلتقي على محبة و فرح و حرف جميل و لتدم تونس بكل الخير و ربي يحفظها من شمالها لجنوبها لوسطها لغربها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق