الرابطة العربية للفنون والابداع

ا الرابطة العربية للفنون والابداع***مهرجان قافلة المحبة***الملتقى الدولي للأدب الوجيز***ملتقى الرواية التونسيّة***بالثقافة نقهر الظلام***بالعلم نبني وطنا انسانيا معافى
seul la culture peut construire la civilisation, seul l’écrivain est la lumière de la vie
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوارات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوارات. إظهار كافة الرسائل

السبت، 17 أغسطس 2013

حوار مع الكاتبة التونسية فتحية الهاشمي،، عن مجلّة أدب فنّ الإلكترونيّة



Haut du formulaire
Bas du formulaire
حوار مع الكاتبة التونسية فتحية الهاشمي

حاورتها: هيام الفرشيشي

هل للمبدع أن يثور وأعني إبداعيا بعد الثورة أم الأفضل أن يكون ثائرا و أعني أيضا إبداعيا قبل الثورة؟
 
هي شاعرة، روائيّة، قاصة، زجّالة. عضو باتّحاد الكتّاب التونسيين، وبنادي الأربعاء بنادي الطاهر الحداد، وبنادي القصة بالوردية. أمّا عربيا فهي عضو  برابطة أديبات الإمارات،عضو الهيئة الاستشارية العليا بعرار والمسؤولة عن مجالس الأدب به. وعضو اتّحاد كتاب الأنترنات العرب. وعضو بشعراء العالم. ومسؤولة عن أركان السرد في عدة منتديات افتراضية. ممثلة تجمع شعراء بلا حدود بتونس. عضو باتحاد كتاب الأنترنات العرب. رئيسة الرابطة العربية للفنون والإبداع. ومؤسسة قافلة المحبة. وتشرف فتحية على المقهى الثقافي بالمركز الثقافي بير الأحجار، كما تشرف على نادي " تجليات" بالمركز الثقافي بمقرين.  وتشرف على نادي بانوراما المدينة بدار الثقافة بباب سويقة.  شاركت بعديد التظاهرات الثقافية الوطنية وبأغلب الملتقيات الوطنية وتحصّلت على عديد الجوائز بالقصّة القصيرة و الشّعر. كما شاركت بالعديد من التّظاهرات العربيّة مثل المربد بالعراق وعنابة بالجزائر و زلطن بليبيا، وشاركت في فعاليات معرض الكتاب بالمغرب الأقصى في 2008. والملتقى الأوّل للشاعرات بقسنطينة بالجزائر . وملتقيات عديدة بالمغرب الاقصى.

تحصّلت على جائزة لجنة التحكيم الخاصة للرواية في 2007عن رواية مِنَّه موّال للكومار .
مريم تسقط من يد الله رواية تحصّلت على جائزة الكريديف لأحسن الكتابات النسائية 2009/2010
صدر لها:
الأقحوان المصلوب على الشفاه : مجموعة شعرية سنة 2002
حافية الرّوح : رواية 2005
" منّه موّال" : رواية  2007
مريم تسقط من يد الله: رواية  2009
الشيطان يعود من المنفى: مجموعة قصصيّة 2012
* يرى البعض أنّ العمل الفنّي هو عمل محتجب غامض ويرى البعض الآخر أنّ العمل الفني يعرّي ويكشف، فتحية الهاشمي الشاعرة والروائية التي تعري الواقع،كيف ترين العمل الفني بين المحتجب والمنكشف؟

- هل يمكننا أن نتحدّث عن المحتجب و المنكشف أو الإلغاز و الإغماض أو الهروب وراء لغة ضبابيّة معقّدة لعجز في المخيّلة والتناول و عدم القدرة على تطويعها و سبكها بفنّية معبّرة و جميلة وعندها يصبح التواصل بين المتلقي و العمل الإبداعي منعدما تماما في عمل تنتفي فيه القدرة على التعبير عن "التجربة"، بالشروط الفنية المتعارف عليها وباللغة الفنية الباذخة. بل تصير ضربا من التخبط العاجز عن مدّ الجسور بين اللّغة والتجربة و يصبح النصّ أو العمل الفني نوعا من الطلاسم و يصير داخلها مفقودا و الخارج من عتمتها مولودا، بين الغموض والإغماض مسافة حدّ الحرف و بين التلاعب باللغة و التخفي وراء أحجياتها والغوص في أعماقها تظلّ قدرة المبدع و فنية تناوله و رقي لغته هي سرّ  ولوجه هذا العالم الغريب و يصير الغموض وسيلة لإعمال العقل و التبصّر و ليس غاية للهروب و التخفّي وراء طلاسم العمل الإبداعي و هذا لا يعني أن يسقط صاحب العمل الفني في الإسفاف والمباشرية حدّ الغثيان فإمّا نبدع و نختلف أو لنترك ذلك لأصحاب التميز والعمل النبيل الراقي...
بين الإغماض والإلغاز والإسفاف يتسع مثلث برمودا اللغوي و يصبح المبدع المصيدة و الصيد و يصير العمل الفني الأنشوطة التي تضيق حول النصّ و حينها الخبرة و القدرة على تطويع اللغة و الخروج بها من الدائرة الممغنطة وحدّها التي تستطيع الخروج بالمعنى و المبدع إلى النور و تفتح شهية المتلقي إلى ولوج النص و معايشته: أن نكتب يعني أن نعيش النصّ لا أن نتفرج عليه، أن نعرّي المعنى لا يعني أن نجعله مبتذلا و أن نحجبه لا يعني أن ندفنه في قمقم، بل هي المراوحة بين المعنيين بفنية يضمن العبور بالعمل و المبدع و القارئ نحو الجمال و البهاء..
* الكتابة بالنسبة إليك اقتحام لطابوهات عديدة، وحاليا يحاول البعض مراجعة الكتابة الأدبية ومحاولة تقييدها، كيف ترين ما يعبّر عنه بأخلاقية العمل الأدبي؟

- الكتابة هي قول ما يعسر قوله أو يستحيل أحيانا.
الكتابة هي تعرية للمحظور و الغوص في أوجاع الناس و وضع الحرف على بل في الجرح.
الكتابة هي مريم حين يسقطها المجتمع في المحظور أو يدفعها إلى الهاوية مدّعيا الفضيلة و متخفّيا في ثوب يوسف مدّعيا البراءة من دم المعنى و الحكاية، الكتابة هي الوطن و الموطن و الزّمن المرّ و الجرح النازف، اللّغة و الكتابة هي البغيّ و المبغى و الأية والبرهان، الكتابة هي نحن و هم و هي الأنشوطة و المقصلة و هي صوت الناقوس و المئذنة، لا حدود للعمل الأدبي و لا جغرافية له إلاّ مدى نجاحه في الغوص في الأنا و النحن و لا تاريخ له إلاّ ما يحمل في نزفه من أحلام الناس و الوطن.
الأخلاق الوحيدة التي على العمل الأدبي التقيد بها هي رقي اللغة و التناول و جدية العمل و التجربة ما عداه لا شيء ...
سيظل الحرف هو الفرح و الحزن و الصوت الصارخ في وجه أعداء الحياة و الحرّية و سنظل نكتب عن كل الطابوهات والمطبّات و الآن الآن و ليس غدا على القلم و الريشة و الآلة الموسيقية و الرجل الراقصة أن ترسم لا بكلّ اللغات و الألوان و الحركات، أن تحدّد دائرة النور و تقول لا لكل ما من شأنه أن يرسم الموت بكلّ معانيه و أشكاله و أن يفتح الحرف و اللون و النغم على نعم للحياة و النور..
والنسمة لازم تتعدّى مهما خرّف الخريف..
* اشتغلت على المرجعية الصوفية في كتاباتك، ولكنها الصوفية الحسية التي لا تنعتق عن الواقع الحسي بقدر ما تتمرغ فيه، هل التجارب الصوفية بطبعها مشبعة بالحسّ حتى من خلال مفرداتها؟

- الكلمة هي عرق الروح و الصوفية هي تجلّي الروح و ارتقاؤها نحو عوالم تترفع عن الدنيويات و تتسامى حتى تتلاشى و تصبح أخفّ من الريشة و أشفّ من الدمعة فلكلّ تعبير سحره و لكلّ حركة مدلولها الروحاني و لكلّ صوت مدلوله في ذاك العالم المتفرّد و المتمرّد أيضا، المفردة الصوفية تنبع من القلب و الروح و هي تختلف في ظاهر معناها من العامة إلى الخاصة إلى خاصة الخاصة و المريدين و شيوخ الطريقة..

هذه العوالم الحسّية و هذه المفردات عشتها و تعلّمتها و تشبّعت بها بل تربّيت عليها و فقهت معانيها و مدلولاتها منذ كنت طفلة فجدي هو شيخ الطريقة القادرية و كل تلك العوالم خبرتها و أنا طفلة و صرت أعرف من الكلمات المستعملة أو المديح درجة التجلي التي وصل اليها الذاكر أو المريد..

إذا المفردات الصوفية هي المحرار الحسي أو هي سلم " ريشتر" اللغوي التي من خلالها أدخل تلك العوالم الحسية أو الحضرة وهي الوسيلة للتذرّع و الوصول الى أقصى درجات التجلّي...

* البيئة المكانية التي عشت فيها هلى ساهمت في بناء فضاءات متخيلة لأعمالك؟
- لعلّ ذاكرتي تفتحت تحت برنس جدّي.
لعلّ كلّ إناثي تلبّسن بوجه أمي.
لعلّ كلّ الذكور أبي
لعلّ تظلّ مفتوحة على عوالمي الكتابية أو لعلّني أنا من ظلت عيناي مفتوحتان على ذاكرة مثخنة بالروائح و الألوان و الوجوه ومروج خضر و أصوات تحملني في شجنها و توحّشها نحو طفولة لم تغادرني أبدا و شباب لم يصل أبدا و عمر تجاوز كلّ الأماكن و الأزمان.

لعلّها الحكاية من خلقت عوالمي الروائية و الإبداعية عامة بل هي البيئة التاريخية أو هي حكاية الجدود الأولين ما لونت كتاباتي و جعلتها تطوح بي وراء جبال العتمة والريح، بل هو صوت جدّتي و أمي و " قصبة " أبي و برنس جدي و نوار اللوز و الوادي، كلّ هذه اللّوحة الضاربة في عمق عمق ذاكرتي هي من فرّخت في أعمالي و جعلتها تكون على هذه الشاكلة.
كيف هي صورة المرأة الأديبة والشاعرة في تونس، وكيف تحدّدين موقعها في الساحة الثقافية بشكل عام؟
بصدق و أنا أتخبّط في ساحة، صارت ساحة بأتمّ معنى الكلمة لا أجد ما أعبّر عنه عن هذه الفترة بالذات، فبين متلوّن بلون الحزب الحاكم الجديد مثلما كان متلونا بالحزب الحاكم القديم و كش مات و عاش الملك و بين ضائع لم يعرف موضع قلمه بعد و بين محارب بالحرف مثلما كان يحارب قبلا، ضعت و تاهت أفكاري، لم أعد أستطيع تقييم شيء و لا أحد و إن كنت لا أخوّل لنفسي و لا أبوّئها مكانة المقيّم و لكن على الأقلّ كانت لي شبه رؤية واضحة أمّا الآن لا يمكنني ذلك أبدا حتى يغير الله ما بالناس و البلاد و حتى ذلك الحين...
* ما هي الهنات التي تشكو منها الساحة الثقافية التونسية؟
- في زمن صارت ميزانية وزارة الثقافة من أصحاب الصفر فاصل، ماذا عساني أقول؟ في زمن صارت في بعض دور الثقافة تتّخذ أدوار أماكن العبادة و تفتح أبوابها للدعاة ماذا عساني أقول أيضا؟
هي الضبابية و الفوضى و التي أتمنّى أن تكون فوضى بنّاءة و أنّها صحابة صيف و ستزول أتمنى أن يضطلع المثقّف بدوره كاملا و أن يرفع التحدّي عاليا في وجه الظلام و ان يكون ابداعه الدرع الواقي للوطن و الشمعة المنيرة للظلمة.
* ما الذي قدّمته الثورة للأدب التونسي وهل وسعت الحريات؟
- هذا السؤال المبكي المضحك بل هو الجواب الذي سيكون: بقرة حاحا و في نفس الوقت هو النواح و النواحة و البقرة تنادي وأولاد الشوم غارقين في النوم...

لا أدري لمَ حضرتني أغنية بل مناحة الشيخ إمام بقوّة و أنا أقرأ السّؤال بقوة أيضا و ردّدتها أيضا بصوت عال و لسان حالي يقول: مثلما أنتجت الثورة سياسين على قياسها أنتجت أيضا مبدعين على قياسها، هناك من بدأ الكتابة تحديدا في شهر ديسمبر 2010 و هذا من محاسن الصدف و هناك من كان قلمه مسجونا و أطلق سراحه بعد الثورة و هناك و هناك و هناك، الأمر المبكي المضحك أنّ كلّ هؤلاء و بعد تحرير أقلامهم و ريشتهم و آلاتهم الموسيقة و بعد أن أعتقهم المبدعون الذين كانوا "مانعين عليهم الإبداع" لم يبدعوا إلاّ الإسفاف و نحن مازلنا ننتظر معجزاتهم الإبداعية و لسائل أن يسأل هل للمبدع أن يثور وأعني إبداعيا بعد الثورة أم الأفضل أن يكون ثائرا و أعني أيضا إبداعيا قبل الثورة و الجواب لكم..

الآن بدأت متاعب المبدع الحقيقي..
الآن سنعرف الثوار المبدعين حقا...
الآن الإبداع مفتوح على الريح بل هي الريح فتحت عواصفها جميعها عليه و التحدي الحقيقي لهم بدأ و لا حرية الآن إلاّ بإعلانها عاليا لا للظلمة و العودة على بدء..  
 
خاص "أدب فن"// هيام الفرشيشي
المقال الأصل على الرّابط: مع الشّكر للمجلّةحوار مع الكاتبة التّونسيّة فتحيّة الهاشمي(الرابط الخاصّ بفنّ وأدب)