ثاني العتبات
قافلة المحبة القلب وحده شواسعها
القافلة تسير و الريح تحمل أنسامها لمحبّي الحرف المنير و الكلمة الصادقة
حيث كانوا .
القافلة
تهيّئ أحبابها لرحلة ثقافية ، سياحية ، تنطلق من سرّة البلاد الى
شريانها ، منذ شهر أكتوبر و أنا ألهث وراء دعم هذا النشاط السّنويّ
منذ الخريف من عامنا المنفلت من أحلامنا و من
أعمارنا ، عام التقلّبات و الأحلام المشتعلة و لا أظنّكم أخطأتموه ، إنه العام
2012 الذي عرف فيه العالم العربي تقلبات لم تسبق له أن عرفها أو عاشها ، منذ الشهر
العاشر من عامنا ذاك و أنا ألهث بين كواليس الوزارات و المؤسسات و التي توهّمت
غلطا أنها ستنتصر لمشروعي الثقافي ، و أنها ستمنحني الخطّ الأخضر كي تمرّ القافلة
محفوفة بالكلمات البنّاءة و الأحرف الوضّاءة و الموسيقى المنتصرة على الظلمة و
الموت ، كنت جدّ واهمة كالعادة وحدهما
وزارتا الثقافة و المرأة مع المندوبية الجهوية للثقافة بتونس من ساعدني على انجاز
هذا العمل الجبّار ، مازلت أركض بين المكاتب و أجمع الوثائق الواحدة بعد الأخرى و
أمدّهم بها و مازال يحدوني الأمل أن تأتي قافلة الخير بكل الأحبّة و أن نحضن المدى
و تحضننا تونس بكل الحبّ : لا ضير يكفيني بعض المال كي أتم العمل :
حلمت أنني سأقتطع لهم التذاكر في مرحلة أولى
حلمت أيضا أنني سأحجز لهم في فندق ثلاث نجوم
فقط
كان حلمي بسيطا و متواضعا عكس طموحاتي و عكس أحلامي الثقافية
حلمت أيضا بهدايا فاخرة و شهائد مبروزة
بالخشب المذهّب و مدوزنة على عيني الحالمتين ، أيضا بمكان فسيح مضاء بشتى الألوان
و مسيّج بالورود و البالونات الحمراء و الصفراء و الخضراء و عائم في البهجة
حلمت و حلمت و حلمت وانتظرت أن يرنّ الهاتف و
لا يكفّ عن الرّنين و أن تأتيني مساندة الأصدقاء من كلّ مكان و أن نكون يدا واحدة
لصنع مشهد ثقافي مغاير للمعهود ...
حلمت و حلمت و مازلت أحلم و مهما فعلوا معي
لن يئدوا حلمي الذي لم يتركوا لي سوى الايمان به ولو بعد حين ...
الدعم سيأتي من وزارتي الثقافة والمرأة هو
مبلغ بسيط لكنه يكفي حلمي
كي يينع ، يكفي حرفي كي يكبر ، يكفي عيني كي
ترى العالم ورديا
يكفي كلماتي أن تزهر في غير أوانها ، لن أكف
عن الحلم و لو بعينين مفتحتين على واقع مرّ ، ستة و ثلاثون ضيفا سيكون قلبي فندقهم
و عيني مرفأهم و روحي سفائنهم التي ستحملهم نحو الحلم ، حلمهم و حلمي الذي آزره
مهووسون مثلي بالحرف والحلم و بثقافة تقهر الظلمات و تفتح أرواحنا على النور من
قلب وطننا الحيّ جاءتني المآزرة من قفصة الشموخ و من دوز الكرم و من مدنين الحلم و
من جربة المنتظر الجميل نعم حلمنا معا و جاء الحلم ورديا ، معطاء رغم العراقيل
المادية و مازلت أحلم بقوافل أخرى لن تقف قوافل محبّتي الآ اذا توقّف قلبي عن
النبض ...
ستسير قافلتي نبراسها المحبة و ديدنها
الثقافة المسؤولة و مسانديها قلوب معطاءة و أرواح شفيفة و ايمان راسخ أن المبدع
مغامر و عنيد و محارب بامتياز .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق